Blog

متى سيمنح التعلم الاجتماعي العاطفي الأولوية في التعليم

يعتبر التعلم الاجتماعي العاطفي الحلقة المفقودة في مجال التعليم، وهو العامل الحاسم في نجاح المتعلمين داخل وخارج غرفة الصف على حد سواء، ويهدف إلى تطوير الوعي الذاتي والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح في المدرسة والحياة بوجه عام، مع استخدام الوعي الاجتماعي ومهارات التعامل مع الآخرين، لتكوين علاقات إيجابية والمحافظة عليها، وتنمية مهارات اتخاذ القرار والتصرفات المسؤولة في الشخصية، حيث تعمل تلك المهارات والخصائص على تحسين الأداء الأكاديمي والاجتماعي.

وتهتم بعض الأنظمة التعليمية بالتعلم الاجتماعي العاطفي كمدخل تربوي للإعداد المتعلم للمستقبل من خلال تنمية الجوانب الإنسانية للمتعلم، والارتقاء بانفعالاته واستجاباته في المواقف، وتزويده بالمهارات التي تساعده لإدارة مهام الحياة ومسؤولياتها المتزايدة بنجاح وكفاءة.

عرفت المنظمة التعاونية (CASEL,2013) التعلم الاجتماعي العاطفي بأنه: العملية التي من خلالها يكتسب الأطفال والكبار المعارف والمواقف والمهارات اللازمة لفهم وإدارة عواطفهم، وقدراتهم على وضع وتحقيق الأهداف الإيجابية، وإظهار الرعاية والاهتمام بالآخرين، وإنشاء علاقات إيجابية والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسئولة، والتعامل مع الحالات الشخصية على نحو فاعل وإيجابي مع الآخرين.

1- أهمية التعلم الاجتماعي العاطفي

أكدت الأبحاث أهمية التعلم الاجتماعي العاطفي في تنمية الشعور لدى المتعلم بقيمة الذات والاهتمام بالآخرين، والكفاءة في تحمل المسئوليات ومواجهة التحديات اليومية، وإقامة علاقات إيجابية ذات معنى مع الأفراد والجماعات، ويزيد من الإنجاز الأكاديمي ويقلل من السلوكيات السيئة.

ويشير كل من (دارلك وآخرون Durlak et al 2011, 406)، (زينز وايلس Zins & Elias 2006, 3) إلى أن أهمية التعلم الاجتماعي العاطفي تتمثل فيما يلي:

  1. تساعد على تفعيل الفجوة بين المتعلمين مرتفعي الإنجاز والمتعلمين منخفضي الإنجاز، وذلك من خلال تزويد جميع المتعلمين المهارات اللازمة للنجاح في المدرسة وفي الحياة، وبما يسهم إيجابياً على التحصيل الأكاديمي لهم.
  2. يحقق نموا في زيادة الفاعلية الاجتماعية بين المتعلمين والمشتركين في العملية التعليمية بأركانها المختلفة.

2- أهداف التعلم الاجتماعي العاطفي

وضح (جابر عبد الحميد، 2004، 228) أهداف التعلم الاجتماعي العاطفي في الآتي:

  1. إكساب المتعلمين قاعدة معرفية لمجموعة من المهارات وعادات العمل والقيم اللازمة لعمل له معنى طوال الحياة.
  2. إشعار المتعلمين أن لديهم دافعية للإسهام على نحو مسؤول في جماعات زملائهم وفي الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي.
  3. تنمية إحساس المتعلم بقيمة الذات وجدارها والشعور بالفاعلية والتطلع للمسئولية اليومية والتحديات الحياتية.
  4. جعل المتعلم ماهراً اجتماعياً ولديه علاقات موجبة مع الأقران الآخرين.
  5. دمج المتعلم في ممارسات سلوكية إيجابية وآمنة وتقي الصحة.

و ترى رابطة التعلم الأكاديمي والاجتماعي العاطفي Collaborative for Academic, Social, and Emotional Learning (CASEL) (2013) أن منهج التعلم الاجتماعي العاطفي يعتمد على تدريس خمس كفايات (مهارات) رئيسة هي:

أولاً: الوعي بالذات

تتمثل في التعرف على المشاعر، وتقييم واقعي حقيقي لقدرات الفرد، وشعور عميق بالثقة بالنفس.

ثانياً: إدارة الذات

تشمل التعامل مع العواطف بصورة تيسر إنجاز المهام، تأخير الإشباع لتحقيق الأهداف، الضمور عند الهزيمة.

ثالثاً: الوعي الاجتماعي

تركز على الشعور بمشاعر الآخرين، تبني وجهات نظر الآخرين، تقدير الاختلاف بين الجماعات والتفاعل معهم بإيجابية.

رابعاً: العلاقات الاجتماعية

تشمل التعامل مع العواطف بفاعلية داخل العلاقات، إقامة علاقات صحية ومشجعة تعتمد على التعاون والتفاوض لإيجاد حلول للصراعات، طلب المساعدة عند الحاجة.

خامساً: اتخاذ القرارات المسؤولة

تتمثل في تقييم المخاطر بدقة، اتخاذ قرارات تعتمد على أخذ جميع العوامل بعين الاعتبار وكذلك تبعات تجريب البدائل، احترام الآخرين، تحمل مسئولية القرارات المأخوذة.

التعلم الاجتماعي العاطفي

المهارات الخمس للتعلم الاجتماعي العاطفي

Collaborative for Academic, Social, and Emotional Learning (CASEL) (2013).

كما أظهرت الأبحاث أن تلك المهارات والمعارف يمكن تدريسها من مرحلة ما قبل المدرسة، كما اتضح أن المتعلمين الذين تم إشراكهم في برامج التعلم الاجتماعي العاطفي قد ازداد لديهم الوعي بالذات والثقة بالنفس، وضبط البواعث ومهارات الاتصال والتعاون، وحل الصراع وحل المشكلات، بطريقة مرنة وابتكارية والتسامح التعاطف.

وتوضح رابطة التعلم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي Collaborative for Academic, Social, and Emotional Learning (CASEL) (2013) أن نتائج الأبحاث قد أثبتت أن التعلم الاجتماعي العاطفي يلعب دورا هاما في إثراء نمو المتعلمين اجتماعيا وعاطفيا وتعزيز سلوكيات المواطنة والقيم الخلقية والتعلم الأكاديمي والدافعية للإنجاز.

ويرى (2004) Zines et al أنه يمكن تدريس التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال برامج قائمة على المنهج Curriculum-based بحيث يكون تركيزها على تنمية المهارات الاجتماعية أو حل الصراع أو تعليم الشخصية أو قضايا الصحة أو الأخلاق، وعلى الرغم من اختلاف معالجة تلك الموضوعات إلا أنها جميعا تؤكد على بناء وتنمية مهارات الحياة المرتبطة بالكفايات السابقة.

3- أدوار القائمين على تدريس التعلم الاجتماعي العاطفي

تتمثل هذه الأدوار في كّل مما يلي:

  1. العمل على خلق مناخ آمن يوفر الرعاية والدعم ويهتم بتشجيع التوقعات المرتفعة والفرص المتعددة لتقوية مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي بالإضافة لتوثيق الروابط بين التلاميذ والمعلمين.
  2. نسج بعض الموضوعات والمهارات الخاصة بالتعلم الاجتماعي العاطفي في محتوى الفصل الدراسي.
  3. استخدام التعلم التعاوني لتعزيز مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي، ومن ثم تقوى الروابط بينه وبين التعلم الأكاديميويدعم كل منهما الآخر.

 4- دور المدرسة والتعلم الاجتماعي العاطفي

يوضح زينس وآخرون (2004) Zines et al كيف قام القادة التربويون باشتقاق التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال الافتراضات التالية:

  1. المدرسة مؤسسة اجتماعية ومن ثم فالتعلم عملية اجتماعية.
  2. لا يتعلم المتعلمون بمفردهم بل في سياق تعاوني يضم الزملاء والمعلمين في ظل دعم وتشجيع المدرسة والأسرة.
  3. تلعب العواطف دورا هاما في تيسير أو إعاقة تعلم المتعلمين ونجاحهم سواء في المدرسة أو الحياة.
  4. ينبغي على المدرسة الاستفادة من العوامل الاجتماعية العاطفية واستغلالها في العملية التعليمية لتحقيق أكبر منافع لجميع التلاميذ.

وتستخدم بعض المدارس الأنشطة التعليمية الرسمية وغير الرسمية، وبرامج ما بعد المدرسة وجلسات الإرشاد والتفاعلات في فناء المدرسة، والأنشطة اللامنهجية في مساعدة التلاميذ في تنمية مهارات العلاقات الاجتماعية العاطفية، ومهارات حل المشكلات.

5- مزايا التعلم الاجتماعي العاطفي

يتميز التعلم الاجتماعي العاطفي بما يلي:

  • اكتساب المهارات اللازمة لفهم وإدارة العواطف.
  • تحديد وتحقيق الأهداف الإيجابية، وإظهار التعاطف مع الآخرين.
  • إنشاء العلاقات الإيجابية والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسؤولة.
  • الحصول على التنمية الشخصية والاجتماعية، جنبا إلى جنب مع التحصيل الدراسي.
  • تطوير مهارات العمل ضمن الفريق والتعاطف والتحفيز الذاتي.

تؤكد رابطة التعلم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي  Collaborative for Academic, Social, and Emotional Learning (CASEL) (2013)  أن برامج التعلم الاجتماعي العاطفي تتكون من التالي:

  1. عدة مداخل قائمة على كل من نظريات النمو والبحث العلمي.
  2. تطبيق التعلم في مواقف الحياة اليومية، وتدريس المتعلمين كيفية تطبيق مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي والقيم الأخلاقية في حياتهم داخل وخارج المدرسة.
  3. استخدام طرق تدريس مختلفة لإشراك المتعلمين في خلق مناخ يتسم بالرعاية والمسئولية داخل الفصل.
  4. تقديم تعليمات تنموية ملائمة داخل الفصل بحيث تتضمن أهدافاً تعليمية واضحة ومحددة لكل مستوى دراسي من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى المرحلة الثانوية.
  5. قيام المدرسة بالتنسيق بين البرامج التي تنفذها في كل صف دراسي.
  6. بناء مهارات اجتماعية وعاطفية تشجع المشاركة في الفصل والتفاعل الإيجابي بين المعلمين والمتعلمين وإكسابهم مهارات الاستذكار الجيدة.
  7. إشراك المتعلمين والوالدين والمعلمين في تطبيق المهارات المتعلقة بالتعلم الاجتماعي العاطفي في المدرسة والمنزل وسائر مؤسسات المجتمع.
  8. ضمان تنفيذ برامج عالية الجودة للتعلم الاجتماعي العاطفي والتأكيد على العوامل الرئيسية، كالقيادة وإدارة الوقت وحسن استغلال الموارد وإشراك المعنيين بالعملية التعليمية في عملية التخطيط.
  9. تقديم الدعم والتنمية المهنية والإعداد والتأهيل المناسب لفريق العمل المدرسي بما يضمن حسن تنفيذهم للبرامج وتحقيق أفضل المخرجات.
  10. استخدام أدوات تقييم الحاجات للوقوف على مدى التوفيق بين إمكانيات المدرسة من ناحية، وجودة مخرجات برامج التعلم الاجتماعي العاطفي من ناحية أخرى، وذلك في ظل تطبيق المحاسبة.

وتؤكد برامج التعلم الاجتماعي العاطفي على التمركز حول الشخص Person-Centered حيث يتعلم المتعلمين أهمية الوعي بالذات والمعرفة الاجتماعية واتخاذ القرارات واكتساب مهارات إدارة العلاقات لتعزيز نجاحهم الأكاديمي.

كما تؤكد برامج التعلم الاجتماعي العاطفي على التمركز حول البيئة جنبا إلى جنب مع تنمية مهارات التمركز حول الشخص، حيث تتم تدخلات التعلم الاجتماعي العاطفي في بيئات تعليمية مدعمة ومشجعة وآمنة، مع الاهتمام بأساليب الاتصال وتوقعات الآراء المرتفع وبنيات وقواعد الفصل والمناخ التنظيمي للمدرسة، وسياسات المنطقة التعليمية والانفتاح الذي يسمح بمشاركة الأسرة والمجتمع في العملية التعليمية.

وهناك عدة تساؤلات ينبغي الإجابة عليها قبل التخطيط لبرامج التعلم الاجتماعي العاطفي لتنفيذها في المدارس:

  • ما مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي التي ينبغي تدريسها في كل مستوى دراسي؟
  • كيف يمكن تحقيق عدم التعارض بين تدريس تلك المهارات ومعايير المناهج؟
  • كيف يمكن إشراك أولياء الأمور في تشجيع تلك المهارات؟

إن دمج التعلم الاجتماعي العاطفي في المناهج الدراسية يجعل المتعلمين أكثر قدرة على مواجهة المشكلات التي يتعرضون لها سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، بالإضافة لزيادة المخرجات الأكاديمية الإيجابية.

ويرى Elias (2003) أنه ينبغي تغيير تعريفنا للنجاح المدرسي على أنه مجرد ارتفاع درجات المتعلمين في الاختبارات المعيارية، إذ تؤكد النظرة المعاصرة للنجاح المدرسي على أنه يمكن إدراكه في عدة صور هي:

  1. الاتجاهات المدرسية (ارتفاع الدافعية – تحمل المسؤولية – الارتباط بالمدرسة).
  2. السلوك المدرسي (ارتفاع معدلات المشاركة – المواطنة – تحسن عادات الاستذكار).
  3. الأداء المدرسي (ارتفاع درجات وإجادة المواد المدروسة).

وأخيراً، ينبغي النظر للتعلم الاجتماعي العاطفي للمتعلمين باعتباره جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، ومن ثم يجب تضمينه في المناهج والبرامج والأنشطة المدرسية.

المراجع العربية

  • جابر، عبد الحميد جابر. (2004). سيكولوجية التعلم ونظريات التعليم. القاهرة: دار النهضة العربية.
  • عبد الغفار، أنور فتحي. (2005). العلاقة بين كل من: سياقات الصحة النفسية الارتقائية ومهارات التعلم الاجتماعي العاطفي بالإنجاز الأكاديمي لدى تلاميذ الصف الثالث الإعدادي. مجلة كلية التربية بالمنصورة، ع (75) ص (116-178).
  • محمد، منى مصطفى. (2018). برنامج إثرائي للثقافة العلمية قائم على التعلم الاجتماعي العاطفي لتنمية الحس العلمي والمهارات الحياتية لرواد المركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا. مجلة كلية التربية جامعة أسيوط، مج (34)، ع (9). ص (425-573).

المراجع الأجنبية

  • CASEL guide (2013). Effective Social and Emotional Learning Programs Preschool and Elementary School Edition Copy Right Collaborative for Academic, Social, and Edition Learning.
  • Cohen J & Sandy S (2003) Perspectives in social emotional education: The theorical foundation and new evidence – based development in current practice pers precatives in Education: V 21 (4).
  • Elisa M J (2003) Academic and social emotional learning, The international Academy of Education, Brusseis, Belgium.
  • Zins J E; Walberg H J & Weissberg R P (2004) Getting of the Heart of school Reform: Social and Emotional Learning for Academic success, National Association of school psychologists, communique, 33 (3), p35.
  • Zins J E; Weissberg R P & Walberg H J & Bloodworth M R (2004) Building Academic success on Social and Emotional Learning: Research New York: Teachers college press.

مدارستنا ما بعد جائحة كوفيد ١٩

اثبتت جائحة كوفيد ١٩ ان المدرسة ليست فقط المكان الذي تكتسب فيه المعرفة والمهارات التعليمية بل انها الحاضنة التي يحتاجها المتعلمين/ات للتنشئة المجتمعية. استمرار وجود المتعلمين في المنزل ادى الي غياب المجتمع المدرسي بالرغم من التفاعلات الافتراضية عبر التعلم عّن بعد التي توفرها العديد من المنصات التعليمية وشبكات التواصل الاجتماعي. ادت الي نشوء حاجز بين المتعلمين ومعلميهم. 

علاوة على ما سبق، يفتقد الأطفال المساحة المادية التي تسمح لتبادل الاهتمامات والأفكار والآمال والعواطف مع أقرانهم. توفر المدرسة بيئة منظمة حيث يمكن للأطفال التعلم وتطوير الكفاءات الاجتماعية مثل الثقة بالنفس والصداقة والتعاطف والمشاركة والاحترام والامتنان والرحمة والمسؤولية وتعزيز قيم التضامن الاجتماعي! 

التعلم الاجتماعي والعاطفي في غاية الاهمية للشباب ليصبحوا أعضاء واعين في مجتمع قائم على التضامن.  يمكن تحقيق أهداف التعلم عن بعد (وتقييمها إلى حد ما) ، ولكن المهمة الأساسية لأي نظام مدرسي تشمل أيضًا تعزيز رفاهية الطلاب، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأداء المدرسة.

تتيح لنا أزمة كوفيد ١٩ الفرصة لإعادة تقييم ماهية المدرسة التي نريد ان نراها في المستقبل. يجب أن يعمل المعلمون كداعمين لصحة طلابهم منذ سن مبكرة ، من خلال تعزيز العادات الصحية بنشاط (النشاط البدني، والنظافة الشخصية الجيدة ، والنظام الغذائي المتوازن) وزيادة الوعي بعواقب السلوكيات الخطرة.

للحصول على تعليم أكثر شمولاً ومتمحور حول الطالب ، يجب استخدام منهجيات تعليمية، مثل التعلم التعاوني (بناءً على تعاون الطلاب)، لنقل الموضوعات الصحية بين الطلاب، وتشجيع إعادة بناء المعرفة الشخصية، وإشراكهم في تبني أنماط حياة صحية.  يمكن استخدام مجموعة واسعة من الأنشطة التشاركية، بما في ذلك المناقشات، ومجموعات العمل الصغيرة ، وأنشطة التعلم الأصيلة (فيما يتعلق بمواقف الحياة الواقعية) ، ورواية القصص ، ولعب الأدوار ، والألعاب والمحاكاة التعليمية ، والمختبرات السمعية والبصرية ، أو الفنون ، والموسيقى ، والمسرح ،  والرقص.

EENET home learning survey – already available in 11 languages!

As part of our inclusive home learning project, in partnership with Norwegian Association of Disabled, we are running a short online survey. This will give us a snapshot of the home learning situation around the world, particularly from the perspective of parents, caregivers, learners and family members.

If you are – or know well – a parent, caregiver, guardian or family member who has learners at home, we want to hear from you.

So far we have got the survey available in 11 languages! There are more to come soon. Please fill in or share the survey.

Languages available: Acholi (Uganda), Arabic, Bahasa Indonesia, English, French, Kiswahili, Luganda, Malay, Portuguese, Runyankole (Uganda), Spanish.

Armenian, Russian and Ukrainian, plus 6 languages for Zambia are coming soon!

*NEW* EENET’s inclusive home learning project

We recently launched a new project – in partnership with Norwegian Association of Disabled – to develop some short guidance resources for parents, caregivers and families, especially those with children with disabilities.

The focus is on encouraging appropriate, achievable, low-stress learning activities that use the time, skills and resources available in the family. We will be prioritising the production of hard-copy materials and working closely with local distributors in Zambia and Zanzibar to create localised solutions to the challenge of disseminating materials during a period of social distancing.

All materials will be freely available online too in PDF format.

Find out more about the inclusive home learning project.

ذوي الإعاقة في زمن فيروس كورونا – كوفيد ١٩

بقلم: أيمن قويدر

١١ أبريل/نيسان ٢٠٢٠ 

تشكل  جائحة تفشي فيروس كورونا (كوفيد- 19) الجديد حالة طوارئ عالمية تؤثر بشكل مستمر على مجتمعاتنا في مختلف أنحاء العالم.ويحدث هذا في الوقت الذي  يشكل الأشخاص ذوي الإعاقة ما نسبته ١٥٪ من سكان الكرة الأرضية يستمرون بالعيش مع أحد أشكال الإعاقة وبشكل يومي. ومع أننا نعلم أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم في الظروف العادية من أكثر فئات مجتمعاتنا تهميشاً و تعرضاٍ للوصم  ولكن مع انتشار فيروس كورونا فإن الأمر قد يزداد تدهوراً لهذه الفئات حيث سيتعرضون إلى خطر العدوى والموت مع تفشي الفيروس.

يمثل موضوع جمع البيانات حول القضايا التي تمس الأشخاص ذوي الإعاقة معضلة مستمرة وتحدياً تم الحديث عنه في مناسبات كثيرة.  ومع تفشي فيروس كورونا فإن البيانات المتوفرة للجمهور عن إصابة الأشخاص ذوي الإعاقة بفيروس كوفيد ١٩ قد تكون شحيحة أو أنه لم يجر تفصيلها لبيان أثرها على الأشخاص ذوي الإعاقة. و لكن التقارير تظهر معلومات في غاية القلق  بشأن الاثار الخطيرة لهذا الوباء على الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك الآثار الأولية لتفشي الفيروس وكذلك الآثار الثانوية من حيث الاستجابة للوباء على أصعدة مختلفة مثل التعليم والصحة والأمن الغذائي وسبل العيش. 

تشير الأدلة إلى أن  وباء كوفيد ١٩ قد يؤثر على الأشخاص ذوي الإعاقة وبشكل صادم. حسب ما أكدته كاتبتي لهذه المدونة القصيرة و استجابة لتقرير مكتب دعم دمج ذوي الإعاقة (Disability Inclusion Helpdesk) والممول من قبل الحكومة البريطانية (UKAID). 

وتؤكد الأدلة الناتجة المتعلقة بانتشار فيروس كورونا سريع التفشي بأن  الأشخاص ذوي الإعاقة قد يتأثرون بالعديد من المخاطر.و فيما يلي سنسلط الضوء على أبرز هذه التحديات.

  •  خطر العوائق التي قد تحول دون وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات الأساسية، على سبيل المثال لا الحصر: الصحة العامة والحصول على المعلومات والمياه والمرافق الصحية بالإضافة إلى النظافة الشخصية والتعليم. كما أن  الاستبعاد والتهميش الاجتماعي والعزلة قد تحول دون وصول هؤلاء الأشخاص إلى الخدمات وتجعل الوصول إلى المرافق الأساسية أمراً غير عملي وخصوصاً اذا كانوا يعتمدون وبشكل أساسي على مقدمي رعاية. حيث يأتي اعتمادهم على مقدمي الرعاية وبشكل يومي من أجل منع انتشار المرض والاستجابة له.
  • يشكل عدم وصول المتعلمين ذوي الإعاقة في كثير من البلدان تحدياً لطالما تمت الإشارة له في المحافل الدولية كعائق في الوصول إلى  تعليم جيد وجامع بسبب إغلاق الحكومات والسلطات التعليمية للمدارس ولجوئها إلى التعليم عبر الإنترنت، و قد يجد المتعلمون ذوي الإعاقات المختلفة أنفسهم مستبعدين من التعلم إذا لم يكن متاحاً وسهل الوصول لهم .و يتضمن ذلك سهولة الوصول إلى  المواد التعليمية واستراتيجيات التواصل لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول الي الانترنت. ومن جانب آخر، فإن فقر الدعم الحكومي والمؤسساتي للوالدين ومقدمي الرعاية من أجل توفير التعليم والتعلم قد يساهم في إقصاء المتعلمين من الحصول على التعلم.

  

  • مخاطر أكبر للإصابة او الوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، يمكن أن تنتج بسبب تفاقم الظروف الصحية الأساسية و  الحواجز المادية التي تحول دون وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مرافق الرعاية الصحية. و بالإضافة إلى ذلك فإن النقص في القدرة الصحية لمقدمي الرعاية الذين يتعاملون مع الاشخاص ذوي الإعاقة  و وصمهم والتمييز ضدهم قد تشكل تحدٍّ مستمرقد تزداد آثاره في ظل هذه الظروف الاستثنائية. وللأسف فقد لجأت بعض البلدان إلى تقديم مبادئ توجيهية قد تؤدي إلى التمييز تجاه الأشخاص ذوي الاعاقة، لأنها تسمح بإلغاء أولويات العلاج للأشخاص ذوي الاعاقة الذين يعانون من ظروف صحية مستبطنة عندما تكون الأنظمة الصحية قد فاقت قدراتها الاستيعابية.
  • تفاقم ظروف الصحة النفسية التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة والموجودة مسبقًا. و هنا نشير ايضاً الي الأشخاص الذي يعانون من إعاقات نفسية نتيجة للخوف والقلق من الإصابة بفيروس كورونا، فمما لا شك فيه فإن  الضغوط الاقتصادية والمالية والفترات الطويلة من العزلة الاجتماعية والضغوط والمشاكل الأسرية قد تساهم في تفاقم الحالة النفسية. 
  •     إتاحة غير كافية في الوصول إلى  الرعاية الصحية والغذاء والأدوية والسكن بسبب ازدياد الضغط على أنظمة الرعاية الصحية والأسواق مما أدى إلى ازدياد في  صعوبة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون بطبيعة الحال قبل أن تبدأ أزمة فيروس كورونا.
  •     تأثيرات متزايدة وغير متناسبة على سبل العيش نتيجة تدابير الحجر الصحي التي تقيد  الحركة – قد يكون هذا التأثير شديد بشكل خاص في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث يزداد احتمال انخراط الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل أو  قد يكون للشخص مصلحة ذاتية أو عمل مرتكز على التطوع.
  •  محدودية الوصول إلى شبكات الأمان الاجتماعية أو عدم كفايتها، على سبيل المثال فإن العديد من شبكات الأمان الاجتماعي غي متاحة مادياً  أو غير كافية للأشخاص ذوي الاعاقة وزيادة الضغوط على خطط الحماية الاجتماعية قد تؤدي الى استبعاد هؤلاء الأشخاص أو إقصائهم من الوصول إلى  الأمان الاجتماعي والاقتصادي.

 

  •  إن ازدياد احتمالية وصم الأشخاص ذوي الإعاقة  والتمييز والإهمال والعنف وسوء المعاملة هي جميعها  مخاطر يتعرض لها الأشخاص ذوي الإعاقة. و قد تم إغفال  إدراج هذه المخاطر في الرسائل العامة بشأن فيروس كورونا أو الإشارة إليها  على أنها ترتبط فقط بتفشي وعدوى فيروس كورونا أو تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة إلى  العنف العائلي أو من قبل مقدمي الرعاية بسبب حالة الحجر الصحي. 

ختاماً، من أجل مواجهة هذا التحدي العصري التي يواجه البشرية، يجب التأكيد على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع خطط الاستجابة لتفشي فيروس كورونا. وهذا يعني أن المعلومات التي تقدمها الحكومات والمؤسسات للحد من العدوى ومعرفة كيفية تطبيق التدخلات للحد من تفشي الفيروس يحب أن تكون متاحة من حيث سهولة الوصول إليها، بما في ذلك لغة الإشارة، والتأكد من عرض للعناوين السفلية بالفيديو، واستخدام النص البديل في الصور والرسومات المعروضة رقميًا، وإصدارات سهلة القراءة.

من المهم أيضًا إزالة العوائق التي يواجهها الأشخاص ذوي الاعاقة في الوصول إلى الخدمات الصحية والنظافة الشخصية والتعليم، وكذلك النظر في إجراءات الحجر المنزلي المعقولة للسماح لهم بالعمل من المنزل على سبيل المثال ما امكن. 

 بوسعنا أن نكافح فيروس كورونا بشكل جماعي دون إستثناء لأي شخص بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة. 

التعليم المنزلي: أولياء الأمور ليسوا بدلاء للمعلمين ولا أحد يتوقع منهم أن يكونوا معلمين


ايمن قويدر – شبكة تمكين التعليم 

أوقات عصيبة وغير مسبوقة يمر بها العالم بأكمله بعد انتشار فيروس كورونا أدّتالي إغلاق المدارس وتعطيل الدراسة لقرابة ١.٣٧ مليار طفل حول العالم وأجبرتهم على البقاء في منازلهم.

الرسالة الأساسية التي بمكن توجيهها لجميع الآباء والأمهات القابعين في منازلهم بسبب تفشي هذا الفيروس: لا أحد يتوقع منكم ان تكونوا بدلاء للمدرسة او المعلمين!

يتعلم الطفل من البيئة المنزلية الكثير من المهارات والمعارف والقيم التي لا يمكن فصلها عن التعلم في البيئة النظامية/الصفية. فكل ما يتعلمه الطفل في يوم واحد هو أمر إيجابي. والحفاظ على الصحة النفسية والجسدية لأنفسنا ولأطفالنا يجب ان تكون أولويتنا كآباء في مثل هذه الأوقات الحرجة. على سبيل المثال، اذا كانت الأنشطة التعليمية المرتكزة على نهج معين فعالة لأحد الآباء فليكن. وإذا كانت الأنشطة المرتكزة على المهام اليومية في المنزل فعاله لأخرين فذلك أمر جيد أيضاً.  

و خلال هذه الأزمة الخطيرة لا مجال للتفكير في المستوى التحصيلي الذي ينبغي للطفل بلوغه أو عدم بلوغه!  إذ كيف يتسنى الآن و في هذا الواقع الصعب تقييم طفل ما بالنظر إلى معيار أساسي مفترض في وقت يتلقى كل طفل  تعليما فريدًا مختلفًا تمامًا عن الطفل المجاور له وفي ظروف استثنائية؟!!

في زمن الأزمات تختلف ظروف الأطفال التعليمية التعلمية! وحتى لو قدمت المدرسة مواد تكوينية للمساعدة في تحصيل الأطفال فيجب أن تكون هناك تعزيز لإدارة التوقعات، وتعزيز الثقة، أعتقد أن الرسالة الحيوية لجميع الآباء هي أنهم ليسوا بدلاء للمعلمين ولا أحد يتوقع منهم أن يكونوا معلمين.  

يجب ان نقوم بدعم فهم أوسع لصورة التعلم والتعليم و معناهما.  فالأمر لا يتعلق فقط فيما إذا كان الطفل “أ” قد وصل إلى مستوى القراءة المتوقع بحلول أيلول (سبتمبر).

و يكون لزاماً علينا – في أوقات الأزمات العالمية مثل أزمة كورونا التذكير دوماً بأهمية الاعتناء بالسلامة البدنية والعقلية للأطفال وآبائهم.  حيث يحتاج الأطفال إلى الحب وتعزيز الطمأنينة والأمن قبل كل شيء.  

قد يشعر الأطفال بالغرابة والعزلة عن الأقران وقد يجدون صعوبة في تقبّل هذا السياق الجديد إلاّ أنّ عملية التعلم مستمرة وإن كانت بطرق أقل تنظيماً و أقل انتظاماً وستلعب المدارس دورًا صعبًا في اللحاق بالعديد من الأطفال عند استئناف عملها مرة أخرى فينبغي عليهم الاستعداد لذلك.

رسالة إنقاذ للحياة من أيتن، 6 سنوات من سوريا

الطفلة أيتن (٦ سنوات) طالبة في الصف الأول. سجلت هذا الفيديو القصير من منزلها الواقع في العاصمة السورية دمشق.

أيتن كمثل أقرانها، تعيش كل يوم مع الأخبار المتتابعة حول وباء كورونا المتفشي في أنحاء مختلفة من العالم. أيتن مصممة على المساعدة في وقف انتشار الفيروس. بدعم جميل من والدتها، بحثت عن طرق تساعد على رفع الوعي حول الفيروس وسعدت لمشاركتها مع مجتمعها المحيط.

لا يتضمن الفيديو اي رسالة انقاذ للحياة فحسب. كان نشاط تعليمي في غاية الأهمية تقوده الطفلة في وقت يتم فيه إغلاق المدارس، وكان من المرح أن يقوم أيتن بإعداده. قد تساعد مثل هذه الأنشطة التعليمية البسيطة في بث روح المرح أثناء التعلم في المنزل والذي بدورة يساعد على التخفيف من الضغط التذي قد تمر به الطفلة وعائلتها.

قد يساهم هذا النشاط البسيط على بناء قدرات ومهارات الطفل مثل الدراما ولغة الجسد ومهاراته التحدث امام الجمهور، وكلها تسهم في نمو الطفل وتعلمه. ومن العناصر الرئيسية في التعليم الجيد وجود اتساق بين ما يحدث في العالم الحقيقي وبيئة التعلم.

يدورالتعليم أيضاً حول قيم التعلم، وليس فقط حول حقائق التعلم. من خلال التحضير لهذا الفيديو وتنظيمه، تعلمت أيتن كيف يمكن للإنسان أن يساعد بعضه البعض.

إن الرسالة الأساسية التي يتم استنتاجها من هذا النشاط هي أن هناك دائماً فرص تعلم للأطفال، وقد تشمل هذه الفرص دائماً الاستمتاع، حتى في أصعب الظروف.

A life-saving message from Aytan, age 6, in Syria

This short video was recorded by a 6-year old Syrian student, Aytan. She is a 1st-grade student living in the Syrian capital of Damascus. Like her peers, Aytan lives every day with the unfolding news around the COVID19 pandemic worldwide. She is determined to help stop the spread of the virus. Aytan, with support from her mum, looked for ways to learn about the virus and share this with others. Aytan therefore organised this short video with a message to raise awareness of the virus.

Her video doesn’t just have a life-saving message. It was a very important child-led learning activity at a time when schools are closed, and it was fun for Aytan to organise. Having some fun while learning at home can help reduce stress for the child and their family.

This activity used drama, body language and a public speaking skill, all of which contribute to a child’s development and learning. A key component of quality education is when there is consistency between what is happening in the real world and the learning environment. Education is also about learning values, not just learning facts. Through preparing for and organising this video, Aytan learned about how humans can help each other.

The important takeaway message from Aytan’s video activity, is that there are always learning opportunities for children, and these can always involve having fun, even in the most difficult circumstances.